19‏/6‏/2008

ترنزيت



أهو ذاته سمير ؟
سائق ترنزيت من العيسوية ... 36 عاماً وأب لطفلين؟

هذا ما يقوله الخبر،

وابتسامته في الصورة تشهد انه هو سمير ...
كم مرت عجلة الزمن بسرعة، سمير صار عمرة 36 سنة،
تزوج...
وأنجب طفلين...
وقتل !!
لم أصادف هذا الخبر قبل سنتين عندما قتل سمير داري من العيسوية على يد شرطي ادعى انه حاول دهسه على حاجز. ربما كنت مررت عليه بتصفح ميكانيكي، في وقت أصبحت أخبار الشهداء عنوان اعتيادي يتغيير عددهم فقط..
الخبر الجديد الذي أعاد وجه سمير الضاحك الى الجرائد، كان تبرئة الشرطي القاتل رغم إثبات الطب الشرعي ان سمير كان خارج السيارة وقتل من الخلف مباشرة..

سمير كان العضو غير المنتخب في لجنة الطلاب العرب في الجامعة العبرية منتصف التسعينات، اللجنة على زماننا كما نقول... ينقذنا بسيارته من برد القدس أينما نكون في أي وقت بعد توزيع المناشير، او بعد مظاهرة او أي فعالية انتخابية أو قتالية حتى، أيام عندما كان يهمنا الأمر..
يكون موعده ليلملمنا بعد عناء معاركنا الصغيرة، ويعيدنا الى السكن او الى الجمعة التالية للتقييم او السب او فقط لالتهام كعك السمسم والزعتر من المصرارة...
سيارة الترنزيت المزركشة ككل سيارات العيسوية التي يعرفها طلاب القدس جيداً كانت سيارة اللجنة، ليس لان هذا عمله وما يكسب منه لأنه قليلا ما كان يأخذ المال لقاء توصيلاتنا، كان يعرف ويشارك بتفاصيل الانتخابات والمؤامرات والقائمة الجديدة التي تطلع علينا كل انتخابات بلا شور ولا دستور، فقط لأنه هناك دائماً طلاب ضد كل شيء ولا يفعلون أي شيء لتغيير أي شيء.. يضحك وهو يقود.. ذات الضحكة في صورته الى جانب الخبر..

مرافقة سمير لنا نحن المجانين المجترين للسياسة والمحروقة دمائهم، فيما ينام بقية الطلاب ملئ أعينهم، كأنها وقوف الى جانب ما كنا نفعل، يريد ما نريد ويقدم ما يستطيع، نريد حل عادل لشعبنا، نتظاهر ضد مقتل طفل في العيسوية، ضد مجزرة قانا، نتضامن في رام الله ونحضر مهرجان فلسطين، نوزع مناشير، نحاول إيقاظ زملائنا، نشجب ونماحك امن الجامعة لنشعر اننا موجودين... ونقاتل بعضنا لأننا جميعاً نعتقد اننا أفضل من يقود الحركة الطلابية... كان معنا ومع كل ما نفعل..
الان وبعد سنين وبعد العديد من الاحباطات التي ظهر بها جهد تلك الفترة في غير مكانه، كنت بدله استطيع الترفيه عن نفسي أكثر أو الاستمتاع بحياة الجامعة.. يعود سمير ليذكرني لماذا كان يهمنا الأمر يوماً..

هناك 3 تعليقات:

الناطق بلسان الباب الاخر يقول...

هكذا هم الشهداء... هكذا هم الضحايا...يموتون لنحيا.. يموتون لنذكر..

بالتوفيق في المدونه.. اكتبي لنراكي

ثلاثاء يقول...

بعده هناك، على الدوّار.

الناطق بلسان الباب الاخر يقول...

بكريه؟؟! شو بتعملي هون... كنت بدي اغلب حالي وابعتلك لينك المدونه.. يلا وفرتي علي ايميل.. نهارك سعيد ستنا